لما هلك أبو طالب نالت قريش من رسول الله أذى كثيرا، Ùخرج يلتمس من ثقي٠النصرة، وعمد إلى سادتها وأشراÙها، وهم إخوة ثلاثة: عبد ياليل ومسعود ÙˆØبيب بنو عمرو بن عمير. جلس إليهم ودعاهم إلى الإسلام، Ùأبوا إجابته، ورÙضوا نصرته، وطلب منهم بعد رÙضهم له أن يكتموا خبر مجيئه إليهم Ùلم ÙŠÙعلوا، وأغروا به سÙهاءهم وعبيدهم يسبونه ويصيØون به، Øتى اجتمع عليه الناس وألجؤوه إلى Øائط لعتبة وشيبة ابني ربيعة، Ùلما رجع عنه الناس واطمأن دعا الله بقوله: “اللهم إني أشكو إليك ضع٠قوتي وقلة Øيلتي وهواني على الناس…”!
Ùرقَّ له ابنا ربيعة، Ùأرسلا إليه غلامهما عَدّاسًا بقÙطْÙ٠من عنب، Ùلما وضعه أمام رسول الله قال الرسول: بسم الله!
ثم أكل، Ùقال له عداس: إن هذا كلام لا يقوله أهل هذه البلاد!
Ùقال له النبي: ومن أي البلاد أنت؟
قال عداس: من نينوى.
قال النبي: قرية الرجل Ø§Ù„ØµØ§Ù„Ø ÙŠÙˆÙ†Ø³ بن متى.
Ùقال عداس: وما يدريك ما يونس بن متى؟
Ùقال النبي: ذاك أخي، كان نبيا وأنا نبي.
Ùأكب عداس على رسول الله يقبل رأسه ويديه وقدميه.
إن قول النبي “اللّهم” وابتداء الدعاء بها، يعني استØضار صÙات الألوهية، ومنها الإØاطة والعزة والهيمنة والغلبة، ولا يكون دعاء بها إلا عند الØرب. وقوله “إنّي”ØŒ ÙŠÙيد أن النبي يعر٠قدر Ù†Ùسه Øتى ÙÙŠ الØضرة الإلهية. وقوله “أشكو إليك”ØŒ تأكيد من النبي أنّ شكواه لله ÙˆØده. وقوله “ضعٔ، أي عدم وجود القدر الكاÙÙŠ من صور القوة اللازمة لإتمام المهمة التي أوكلت إليه، وهي كالآتي:
1) “قوتي”ØŒ تعني القوة المادية المباشرة، ÙÙŠ بدنه أو أنصاره أو جيشه، التي عند تواÙرها ينجز الأمر كله بسرعة.
2) “قلة Øيلتي”ØŒ تعني القوة غير المباشرة، من الدهاء والمكر والالتÙا٠على الموقÙØ› Ùلم يمهله ÙƒÙار ثقي٠وقتا ليÙكر ÙÙŠ رد Ùعلهم على دعوته.
3) “هواني على الناس”ØŒ يعني أنّه لم يكن لرسول الله عند أهل ثقي٠من الوجاهة والمكانة الاجتماعية ما ÙŠØول دون وصول ضرهم إليه، Øتى إنّ وجهاء ثقي٠إمعانا ÙÙŠ إهانته -صلى الله عليه، وسلم!- لم يضربوه بأنÙسهم تعاليا عليه، بل أغروا به سÙهاءهم وعبيدهم؛ Ùاجتمع ÙÙŠ قلبه الشري٠Øزن عميق، دÙعه إلى هذا الدعاء وهذه المناجاة.
وما استعظمه الملأ الأعلى من النبي، قوله: “إن لم يكن بك علي غضب Ùلا أبالي”Ø› Ùأسرع الله إليه بملك الجبال لنصرته، Ùلما أن شعر النبي الكريم بالقوة والمقدرة أبى أن يقطع عنهم مهلة الله لهم، Ùكان بهم رØيما؛ Ùجزاه الله لرأÙته بالناس على رغم إهانتهم له، ضياÙØ© الملأ الأعلى والØÙاوة به قبل قيامة٠أو موت، Ùالله يرØÙ… خلقه، ويجازي بعظيم الثواب من Ø£Øسن إليهم وإن كانوا كاÙرين، والله أعلم!